المتشائمون يعيشون أكثر
بقلم: مالك بارودي
.
.
الشعوب الجاهلة تستحق كل ما يحدث لها، بغضّ النظر عن نظرتها لنفسها أو نظرة الآخرين لها. لذلك، تأكّد أنّ قوانين الطبيعة لا تهتم لا بدينك ولا بعرقك ولا بلغتك ولا بلونك. قوانين الطبيعة لا يهمّها صلاتك ولا صيامك ولا دعاؤك ولا كم مرّة قرأت آية الكرسي أو سورة الفاتحة ولا يهمّها جلبابك ولا حجاب زوجتك ولا حبّك لرسولك وصحابته ولا اقتداؤك بهم... قوانين الطبيعة لا يهمّها أن تعبد يهوه أو المسيح أو الله أو وحش الإسباجيتي الطائر أو لا تعبد شيئا على الإطلاق. قوانين الطبيعة لا تهتم بشيء ولا تهتم بك أصلا ولا تخضع لا لله ولا لزيوس ولا لحورس. قوانين الطبيعة لا ترى ولا تسمع ولا تتكلّم؛ بل تكتفي بالحدوث.
قوانين الطبيعة لا تتغيّر. فإمّا أن تفهمها وتعرف أسبابها وتتأقلم معها وتسخّر مظاهرها لصالحك، وإمّا أن تدهسك فتنقرض كما انقرضت الديناصورات. وإذا كنت تعتقد أنك أحسن من الديناصورات وأن حياتك أثمن من حياتها، فانزع هذه الفكرة من دماغك، لأنها ستكون بالتأكيد الفكرة التي ستنزع دماغك. وإذا كانت الديناصورات لاشيء في ميزان الطبيعة والكون، فأنت أقلّ منها بمليارات المرّات.
كفى حماقة. فأنتم مجرّد بقايا غبار كونيّ تكوّن في صدفة عشوائية وقد يتشتت من جديد في أيّ لحظة.