✅ محمد بن آمنة في -من سيربح المليون؟-

 محمد بن آمنة في -من سيربح المليون؟-

(بقلم: مالك بارودي)


---






---


(يظهر أستوديو برنامج "من سيربح المليون" مع موسيقى حماسية. المقدم "جورج قرداحي" يرحب بالجمهور.)


جورج: "مساء الخير! معنا الليلة ضيف خاص... أكثر رجل يتردد إسمه في العالم العربي والإسلامي، وحتى في العالم بأسره، شرقا وغريا. خاتم الأنبياء والمرسلين، من أتى رحمة للعالمين، مُصلح العالم، وصاحب المعجزات... "النبي محمد"!"


(يدخل محمد وهو يلبس نعالا قديما وجلبابا قصيرا يصل إلى ركبتيه وله لحية كثيفة وشعر أشعث مع ذؤابتين مثل ذؤابات اليهود. يلوّح للجمهور كأنه نجم سينما. وفي إحدى يديه زجاجة صغيرة صفراء.)


محمد: "السلام عليكم... أيها المؤمنون! جئتكم برحمة الله وبركاته وبعض بول البعير شفاءً من كلّ داء!"


جورج: مرحبا بك مرة أخرى.


محمد: (وهو يجلس على الكرسي) ألم أقل لك أن تقول "صلى الله عليه وسلم" كلما ذكرت إسمي؟


جورج: (يشعر بالحرج) نعم. هل نسيت أن أقولها؟ إعذرني.


محمد: حسنا. عذرك مقبول. هل تريد رشفة بول؟ (يفتح الزجاجة ويشرب منها).


جورج: لا. شكرا. (يدير وجهه بتقزّز). حسنا، لنبدأ البرنامج. هل أنت جاهز، صلى الله عليك وسلم؟


محمد: نعم. إنطلق وأنا والرّبّ معك.


جورج: لنذكّر بقانون اللعبة. هناك إثنا عشر سؤالا عليك الإجابة عنها لربح المليون ريال.


محمد: ألم تقولوا لي أني سأربح ألف ألف ريال؟ 


جورج: هذا بالضبط ما قلته.


محمد: أنت لم تذكر كلمة "ألف ألف" في حديثك...!


جورج: المليون ريال هو نفسه ألف ألف ريال.


محمد: آه. بالسرياني أم بلغة أهل الحبشة؟


جورج: لا باللغة العربية... هل تفهم السريانية، صلى الله عليك وسلم؟


محمد: لا. أنا أمّي وأفتخر.


جورج: ونِعْمَ التعليم. حسنا. لنواصل. عليك الإجابة عن الأسئلة، وفي صورة عدم تأكدك من معرفة الإجابة، لديك ثلاث خيارات.


محمد: لا أحبّ الخيار. البصل أحسن. ولكن عمر بن الخطاب يحبّ الخيار كثيرا...


جورج: من تحدث عن الخضراوات الآن؟ أقصد عليك الإختيار.


محمد: آه، الخيار... الإختيار...


جورج: نعم. هذا هو. إمّا أن تحذف إجابتين، أو أن تتصل بصديق، أو أن تطلب مساعدة الجمهور. والخيار الرابع هو المستشار عند تثبيت المبلغ الذي ستربحه... فعند أي مبلغ تريد أن تثبّت الربح؟ إختر الرقم الذي تريده.


محمد: (حائر) لا أدري. إختر أنت.


جورج: لا. أنت من يجب أن يختار 


محمد: خير الأمور أوسطها. أختار الرقم الأوسط.


جورج: عشرون ألفا أم أربعون ألفا؟


محمد: أربعون ألفا.


جورج: حسنا. نثبت المبلغ عند أربعين ألفا... ونبدأ مع السؤال الأول: كم كان عدد أهل الكهف؟ هل كانوا ثلاثة... سبعة... ثمانية... خمسة عشر...


محمد: أشتمّ رائحة اليهود في هذا السؤال.


جورج: لا يهود في الحكاية. هذا سؤال عن عدد أهل الكهف كما ذكره الله في القرآن.


محمد: فتية ٱمنوا بربهم؟


جورج: هل كان عددهم: ثلاثة أم سبعة أم ثمانية أم خمسة عشر؟


محمد: (وهو يحكّ لحيته بأصابعه المتسخة) سبعة... لا ثمانية... لا إنتظر! (يهمس) كانوا نيامًا فمن يحسبهم؟ ومع الكلب أم دون كلب؟


جورج: لا، دون كلب. كم عددهم دون كلب...؟ هل تختار أن تحذف إجابتين؟


محمد: إحذف.


جورج: ماذا؟ ما الإجابتان اللتان تريد منا حذفها؟


محمد: ثلاثة وسبعة.


جورج: متأكد؟


محمد: نعم.


جورج: حذفنا ثلاثة وسبعة. ماهو عدد أهل الكهف: هل كانوا ثمانية أم خمسة عشر؟


محمد: خمسة عشر.


جورج: متأكد؟


محمد: نعم.


(يسمع صوت الجرس.)


جورج: إجابة خاطئة، صلى الله عليك وسلم. في العادة، ينتهي البرنامج، لكن بما أنكرسول الله وهذه أول مرة نستقبل فيها نبيّا، سنعوّض السؤال بسؤال آخر. والآن إليك السؤال. فكّر مليّا قبل الإجابة. ما معنى "فَاكِهَةً وَأَبًّا"؟ ما معنى "أبّا"؟ هل هو العشب ام اللبن أم النخل أم نور القمر؟


محمد: (يتعرق) "أبّا"... يعني أبو الأولاد؟ لا، نوع من الفواكه الغريبة؟" اريد أن أتصل بصديقي أبو بكر الصديق.


جورج: حسنا. لك ذلك.


(يتصل بصديقه ويعيد عليه السؤال.)


ابو بكر: (عبر الهاتف) "لم أسمع بهذه الكلمة أبدا. من أين أتيت بها!"


جورج: ماذا قرّرت؟


محمد: لنقل: النّخل.


(صوت الجرس: إجابة خاطئة، الجمهور يضحك.)


جورج: لنعوّض السؤال مرّة أخرى. السؤال: "ماذا تقول الآية القرآنية؟ "إني جاعل في الأرض..."؟ والأربع خيارات هي: خَلِيفَةً... خَلِيقَة... عقيقة... أم شقيقة؟"  


محمد: (مذعورًا) "أريد الإتصال بصديق! 


جورج: لا يمكنك هذا. لديك خيار واحد: طلب مساعدة الجمهور فقط. هل تريد ذلك، صلى الله عليك وسلم؟


محمد: (وهو يشرب من الزجاجة) حسنا.


جورج: (يمسك بطنه ويجري نحو الكواليس ثم يُسمع صوت تقيؤ يتكرر عدة مرات. ثم عبر الميكروفون يسمع صوت جورج: "يلعن ربّك…! معفّن!" الجمهور يضحك.)


جورج: (يدخل الأستوديو وهو يمسح جبينه وفمه) لنواصل. ماهو ردّ الجمهور؟


الجمهور: (صارخا بصوت واحد) مش عارفين!


جورج: هل أنت متأكد من أنّك أنت هو النبي محمد؟


محمد: نعم. أنا هو. والله شاهد على ذلك.


جورج: (ضاحكا) وهل تتوقع أنه بإمكاننا أن نتصل بالله هاتفيا لنسأله؟


محمد: هل أفهم من هذا أنك تشكّ في نبوتي؟


جورج: وهل أنت متأكد من أنك كنت على إتصال مع الله وجبريل أتاك بالقرٱن؟


محمد: نعم.


جورج: ولماذا لم تجب عن أي سؤال، رغم أن كل إجاباتها في القرٱن؟


محمد: وهل سأتذكر كل شيء؟ هل دماغي دفتر؟


جورج: لا. لا أحد قال أن دماغك دفتر، ولكن إذا كنت أنت جاهلا بما في كتابك، فمن سيجيب عن هذه الأسئلة؟ 


محمد: (غاضبا) والذي نفسي بيده، أنا رسول الله. هل تريد دليلا؟


جورج: حبذا لو تعطينا دليلا، لتطمئن قلوبنا.


محمد: (يصرخ) أيها الكفار! سأريكم معجزة حقيقية! هذا الرجل أمامكم ميّت!


(يشير لرجل نائم في الصف الأخير.)


جورج: ميت؟ كيف يكون ميتا؟ إنه نائم.


(أحد الجالسين بجانب الرجل النائم يهمزه بمرفقه فيفيق الرجل مفزوعا.)


محمد: هل رأيتم المعجزة؟ لقد كان ميتا وقد أحييته الٱن من جديد.


جورج: (ضاحكا) لكن الرجل كان نائما...


محمد: عندما اقول انه كان ميتا فهذا يعني أنه كان ميتا... وأنا أحييته.


جورج: هذه أسوأ معجزة منذ أن حاول جاري بيعي زيتًا مقدسًا! للأسف، لقد خسرت كل شيء! هل لديك كلمة أخيرة قبل أن ننهي البرنامج؟


محمد: خسرت؟ لا يوجد ألف ألف ريال؟


جورج: لا، صلى الله عليك وسلم.


محمد: ولا حتى جارية أو غلام؟


جورج: جارية او غلام؟ ليس لدينا جواري ولا غلمان.


محمد: يعني: لن أنكح أحدا اليوم؟


جورج: (ملتفتا للكاميرا) نعتذر للجمهور عن هذه الألفاظ الخادشة للحياء وللذوق العام...


محمد: (يغضب) هذه مؤامرة! أنا نبي... والنبي لا يُهزم! (يسحب خنجرا من البلاستيك من تحت قميصه... يُحاول ضرب المقدم، لكن جورج يهرب إلى الكواليس. محمد يلاحقه متعثرا. تسقط الستارة فجأة... وتظهر لافتة: النبوة كذبة... جربوا بيع الخضار في السوق!)




.